إلى مجنون ليلى
أيها العاشق المغرم الحالم الهيمانِ مالي أراك يائساً... ضائعاً... حيرانِ
أنت يا صاح لست أول مغرمٍ أضناه الهوى وألهبت قلبه النيرانِ
فَمَن مِنّا مَن لم يعانقه الهوى وأمضى الليالي في البعد سهرانِ
احذر من جنون الهوى ولا تكن في الغرام ضعيفاً فَتُذَل وتُهانِ
أنظر إلى الدنيا بعينٍ واعيةٍ ولا تنظر إليها بعين العاشق الولهانِ
واعلم أن من تهواه ليس ملاكاً ولا خالٍ من العيب والنقصانِ
قالوا: إن عين الحب عمياء لا ترى إلاّ محاسن الخلانِ
حقاً... لقد صدقوا فيما قالوا فالتجربة للإنسان أكبر برهانِ
إذا بقي الحب، حب (عذارى) ولم ينتهي للزواج بين الحبيبانِ
ستبقى نار الحب في القلب مضرمةٌ وربما طال عهد الحب أزمانِ
وإذا ما انتهي الحب إلى زواجٍ أطفأ الزواج نار الحب والأشجانِ
في الزواج لن يعود بين العاشقين هيامٌ واشتياقٌ وسهدٌ وحرمانِ
بل سكنٌ... ومودةٌ... ورحمةٌ، وأولادٌ... وجهادٌ... وبناء أوطانِ
في الزواج تظهر العيوب كلها وربما تبدلت أفراح القلب أحزانِ
فإذا ما شاء العاشقون دوام الحب وظلّوا عذارى دون زواجٍ واقترانِ
حينها سلامٌ على الدنيا ومن فيها فلن يبقى فيها ذكر إنسانِ
فاقنع إذاً أيها العاشق واعلم أن الغرام لا يدوم أبد الأزمانِ
عهد الصبا حتماً سوف ينقضي وتنتهي أحلام الغرام إلى النسيانِ
فلا تَغُرُك الدنيا بمفاتن الهوى وتتبع في هواك خطى الشيطانِ
دع الأحلام بالحب وكن معتدلاً ولا تنسى أبداً ذكر ربك الرحمانِ
واستعن بالله بما ابتليت من الهوى يجعل لك مخرجاً في كل آنِ
إذا اقتنعت بهذا فأنت ذو عقلٍ وإن لم تقتنع فأنت ؟؟؟؟..ال؟؟؟؟نِ